كيف تقوي عضلات السعادة لديك ؟ أفكار عملية وذكية

قال الاول عندما انتهي من الدراسة اكون سعيدا، وقال الآخر عندما اتزوج اكون سعيدا، وقال الثالث بل انا سأكون سعيدا عندما احصل على وظيفة جديدة، وقال الرابع سأكون سعيدا عندما انجح في مشروعي، وهكذا كل واحد منا يمني نفسه والامنيات كثيرة، والقائمة تطول وتطول، ولكن هل فعلا ما قالوه يحقق السعادة؟

لا شك في ان الانسان اذا حقق ما يريد يساهم ذلك في سعادته ولكن السعادة امر مختلف، فالاعلانات التجارية تسوق لنا السعادة في الحصول على المال او شراء علب الدخان وغيرها من المغريات ولكنها لا تتحدث عما يحتاجه القلب والضمير والعقل والروح.

فالسعادة هي مهارة نتعلمها وننميها في نفوسنا وهي ليست بعيدة عنا وانما هي بجوارنا وفي داخلنا وتحتاج منا الى جهد لنكون سعداء، أي انها عضلة من العضلات التي نمتلكها، وكلما دربناها كبرت هذه العضلة وقويت وصرنا اكثر سعادة.

واننا نعرض عليكم في هذا المقال ست قواعد تقوي عضلات السعادة لدينا وهي:
أولا: لا تكن اسيرا لماضيك ولو مررت بحادث سلبي سواء عشت طفولة سيئة او نشأت في عائلة فقيرة او عانيت ألم المرض او فشلت في الانتخابات السياسية او اصابتك خسارة مالية او مررت بتجربة طلاق وانفصال، كل ذلك ينبغي ان تتعامل معه على انه تجربة تعلمتها في الحياة وأنك ستستفيد منها، فلا تكن اسير الماضي، بل استمتع بحاضرك واستفد من ماضيك وخطط لمستقبلك.

ثانيا: اختر اصدقاء ايجابيين ومتفائلين، فابحث عنهم واحرص على صحبتهم، ولا تفرط فيهم، فللبيئة اثر، وكما قيل الصاحب ساحب والمرء على دين خليله.

ثالثا: لابد ان نعلم ان الماضي ليس مستقبلنا ونحن المسؤولون عن سعادة انفسنا واختيار مستقبلنا ولابد ان نتعلم كيف نتعامل مع الوسواس الخناس عندما يقذف بأفكاره السلبية، فالشيطان كما وصفه الله تعالى (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) ثم وصف الله نفسه قائلا (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم) فتلاحظ في الآية ان الشيطان متخصص في التشاؤم ويقود للحزن والله تعالى يعدنا بالمغفرة وهي التفاؤل والامل والسعادة، فابتعد عن شيطانك وتقرب لربك وخالقك.

رابعا: لنتعلم ان نغفر لمن اخطأ فينا ونسامح من اخطأ في حقنا، فالمغفرة والتسامح يقويان عضلات السعادة لدينا، ولهذا تؤكد الابحاث العلمية ان المتسامحين اكثر الناس سعادة في الدنيا وأطول الناس اعمارا في الحياة، اما جزاؤهم عند الله فهو عظيم.

خامسا: خفف من توقعاتك المثالية، وكن واقعيا واقبل بأقل من المثالية في اعمالك، فان ذلك يسعدك ويساعدك على قبول كثير من الاشياء والاعمال بنفس راضية ومطمئنة، ولا مانع في ان تكون مثاليا في بعض الاعمال ولكن خفف منها.

سادسا: استخدم مهارة النكتة والطرفة اثناء الحوار المزعج تجاهك ولا تقف على كل كبيرة وصغيرة وتحاسب عليها، وانما تعلم التغافل وغض البصر عن الامور المزعجة . واذا شعرت بعدم السعادة لاي سبب كان ففي هذه الحالة تحتاج الى ان تمرن عضلات السعادة عندك بتفويض امرك لله، وأن تقبل بالقضاء والقدر، وأن تركز على استمتاعك بالحياة من خلال (الحب) لمن حولك من اسرتك وأصدقائك ومحبيك وفوق ذلك كله ان تستشعر ان الله يحبك، عندها تكون سعيدا، ولو فقدت حبيبا او خسرت بتجارة او غيرت هدفك بالحياة او لم توفق للزواج او حرمت من الانجاب.

ونهمس في اذنك قائلين: لا تنتظر السعادة من احد ولا تظن ان هناك شخصا سيسعدك وانما السعادة تأتي بقرار منك وأنت المسؤول عن سعادة نفسك، ابدأ مسيرة السعادة من اليوم، فكن متفائلا لا متشائما وكن منتصرا لا ضحية وكن متسامحا لا حقودا

  • Currently 6/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 5728 مشاهدة
نشرت فى 2 يناير 2013 بواسطة zatak

ساحة النقاش

samiabosareasan

رائع بجد

"ذاتك" للتنمية البشرية

zatak
بوابة ذاتك هي إحدى بوابات التنمية المجتمعية "كنانة أونلاين"، وهي تهتم بنشر المعارف في مجال التنمية البشرية من أجل خلق أجيال جديدة قادرة على تحديد أهدافها وبناء مستقبلها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,876,345