وأثرها على سوء الأحوال الإقتصادية للأسرة وضيق العيش, وخصوصا في بداية الحياة الزوجية وأول طريق الكفاح يظهر في هذا المرحلة كثرة الديون، بسبب الالتزامات الزوجية الجديدة على كاهل الزوج، مما يؤدي إلى وجود مشاكل مالية بين الطرفين, وخاصة إذا تسبب هذا الوضع في ضجر الزوجة ونفورها وعدم تحملها لهذا العبء والصبر عليه, فقد يكون هذا المستوى المادي أدنى مما تربت عليه وتفاجىء أنه غير الذي كانت تطمح به وتتطلع إليه.

ومرتبط أيضا بالمشكلات المادية في الحياة الزوجية سلوك البخل والشح المالي وخاصة من الزوج لأنه هو الملزم بالإنفاق على الأسرة, فقد يكون الزوج ميسور ماديا ولكنه تربى في عائلة تحب الإدخار والتقطير في المصروفات, ولكن الزوجة تكون على العكس ولا تكتشف ذلك إلا بعد الزواج وخاصة إذا تمت أمور الزواج والإرتباط بسرعة وعدم منح فرصة للتعارف الأكثر في الخطوبة, فهذا السلوك يظهر جليا وواضحا أثناء فترة الخطوبة, فالزوجة تربت في أسرة تعودت على البذخ والرفاهية, فهما مختلفان في الطباع مما ينعكس على كثرة الخلاف بسبب مشاكل المادة والإنفاق.

زوجة رجـل مدخن: كثيرا ما يكون هناك مشكلات وخلافات بين الزوجة والزوج المدخن, الذي يقتطع لنفسة مالا خاصا على حساب أسرته وهم في حاجة لهذا المال فيما هو ضروري لمعيشتهم, فهو زوج محب لنفسه ومضيع لها, ولأسرته ماديا وصحيا ونفسيا.

الحــل:                                                                                                                     

التخطيط والتنظيم المالي, وينبغي مشاركة كل من الزوج والزوجة في ذلك, وإخبار الزوجة بالوضع المالي حتى يمكنها تنظيم النفقات المالية وإحتياجاتها الشخصية وفقا لإمكانيات الزوج كما في المثل الشعبي: أطبخي يا جارية, كلف يا سيدي, وذلك حتى تستطيع الزوجة ترشيد نفقاتها فيما هو هام ومحدد مع ترتيب للأولويات بداية من الضروريات الهامة الأهم فالمهم ثم الكماليات.

عادة ما يتجه أحد الشريكين لإدارة الأموال, لكن إستطلاعات الرأي توضح أن الزوجين غالباً مالا يكون لديهما خطة مالية للميزانية بصفة مشتركة, وعادة ما يدفعان الفواتير عندما يتوجب علي أحدهما فعل ذلك ويحين موعدها.

فصل المادة عن العواطف: وينبغي فصل المسائل العاطفية والعلاقة الحميمة عن المشكلات المالية فبعض الزوجات إذا طلبت من زوجها شيئا خاصا بها ولم يلبي طلبها تعاقبه بالإبتعاد عنه وهجره في الفراش وكأنها تمسك به من يده التي تؤلمه, مما يزيد من المشكلة والعند من الطرفين ويستمر هذا الوضع حتى يستسلم أحد الطرفين, إما الزوج بتلبية الطلب, أو الزوجة بالتنازل عن الطلب, وفي هذا قال الشاعر:

إذا رأت أهلي الكيس ممـتلئا      تبسمت ودنت مني تمازحني

وإن رأته خالـيه من دراهمه      تجهمت وأنثنت عني تقابحني

الترشيد الإستهلاكي: وينبغي الإهتمام بالترشيد في الإستهلاكات المختلفة من طعام وشراب وملبس وأيضا الترشيد في إستعمال المياة والكهرباء والغاز, مما سينعكس فيما يدفع على الفواتير الشهرية.

والوسطية في الإنفاق فلا إسراف ولا تقطير وإرشاد الأبناء وتوجيههم نحو هذا السلوك الإسلامي, حيث قال تعالى:« ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا , إن المبذرين كانوا أخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا ", والنبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الإسراف في الماء حتى ولو على نهر جار.

المساواه أمر ضروري: فلا تفريق ولاتمييز, وفي قوله صلى الله عليه وسلم: أن تطعمها مما طعمت وتكسوها مما أكتسيت ", دلالة على المساواه بين الرجل والمرأة وعدم التميز للزوج عن الزوجة أو الزوجة عن الزوج حتى لو كان أحدهما متميز عن الأخر في العائد المالي, فلا يصح أن يخص الزوج نفسه بطعام معين أفضل مما أتى به لأسرته, أو أن تلبس الزوجة ثيابا فارهة وزوجها يرقع ثوبة, وهذا من باب التوازن الأسري.

ولا يصح التحميل فوق الطاقة, قال تعالى: لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا. [الطلاق:7], وكما في المثل الشعبي: على حجم لحافك مد رجليك.

وبخصوص البخل والشح: فهو من السلوكيات السيئة التي يبغضها الإسلام ولا يقبلها المجتمع, قال صلى الله عليه وسلم: اللهم أعطي كل منفقا خلفا واعطي كل ممسكا تلفا ", وما ذكر عن الشح والبخل في الحياة الزوجية في العهد النبوي, عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَنَّ هِنْدَ أُمَّ مُعَاوِيَةَ جَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ: إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ وَإِنَّهُ لا يُعْطِينِي مَا يَكْفِينِي وَوَلَدِي إِلا مَا أَخَذْتُ مِنْهُ سِرًّا وَهُوَ لا يَعْلَمُ فَهَلْ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ مِنْ شَيْءٍ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خُذِي مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ ".

الحــل لهذه المشكلة في العطاء المادي والمعنوي, العطاء دون إنتظار المقابل, ومعرفة الحقيقة العلمية القائلة بأن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومضاد له في الإتجاه, فالعطاء المادي والمعنوي لا يقابل إلا بكل خير وأقلها كلمة شكر, وعندما سئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل النفقة فقال: ما تنفقه على عيالك ", وقال صلى الله عليه وسلم: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول ".

المال وسيلة لا غاية: حيث ينبغي أن يعلم كلا الزوجين أن المال والمادة هي وسيلة للإعانه على المعيشة وأعباء الحياة وليس بغاية أو الهدف الأساسي في الحياة, وأن الهدف هو عبادة الله وطاعته فهو الخالق الرازق, قال تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين".

فمن أصبح والدنيا أكثر همه شتت الله عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له, ومن أصبح والأخرة أكبر همة جمع الله عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة, وقال صلى الله عليه واله وسلم لزوجه عائشةيا عائشة، إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب، وإياك ومجالسة الأغنياء، ولا تستخلعي ثوباً حتى ترقعيه) (رواه الترمذي).

وهذا ليس معناه التواكل وعدم الأخذ بالأسباب المشروعة والإجتهاد في طلب الرزق والركون والتكاسل, بل ينبغي على الفرد أن يجتهد ويعمل ويطور من وضعة المالي, فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لأحد الصحابه : إنك ‏ ‏أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم ‏ ‏عالة ‏ ‏يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت بها حتى اللقمة ترفعها إلى ‏ ‏في ‏ ‏امرأتك.

 

المصدر: منتدى طريق التفوق و النجاح
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1007 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2013 بواسطة zatak

ساحة النقاش

"ذاتك" للتنمية البشرية

zatak
بوابة ذاتك هي إحدى بوابات التنمية المجتمعية "كنانة أونلاين"، وهي تهتم بنشر المعارف في مجال التنمية البشرية من أجل خلق أجيال جديدة قادرة على تحديد أهدافها وبناء مستقبلها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,877,309