ابنتي الصغيرة أصبح لديها ٣ سنوات، وقيل لي أن الأطفال في هذا السن لا يتخلصوا من نوبات الغضب والمزاج المتقلب والعناد بسهولة. عندما ينتهي كل هذا سيصبحون مراهقين. وكما نعلم، كم هي رائعة سنوات المراهقة.. إحم إحم.
والآن بعد أن عرفنا أن تلك سوف تكون سلوكيات الأطفال في هذا السن وأننا سوف نستمر في شد شعرنا، كيف سنتعامل مع هذا الأمر؟ من خبرتي، وحتى الآن، هناك مليون طريقة للتصرف. إليك بعض الطرق التي نفعت معي ومع ابنتي.. ربما تنفع معك أنت أيضا:
<!--كلمي ابنك بالمنطق وبلغة يفهمها: لا يقصد الأطفال عادة من وراء تصرفاتهم تلك أن يستفزونا أو يقودونا للجنون، كل ما في الأمر أن الأطفال لا يجدون سوى البكاء كوسيلة للتعبير والتواصل مع أبائهم. فهم يرون حقا أن هذه هي الطريقة التي يحصلون بها على ما يريدون. حاولي أن تتحدثي مع ابنك بهدوء. اشرحي له وجهة نظرك والأهم أن "تسمعيه". سوف تفاجئين أنه يفهمك حقا ويمكنه أن يدرك ما تقولين.. الأطفال أذكياء جدا.
<!--اختاري معاركك: ليست كل الأمور تحتاج إلى مشاجرة مع ابنك حولها، في بعض الأحيان يكون من الأسهل - والأفضل على المدى البعيد - أن تتركي له حرية التصرف في أمر ما بطريقته. هذا ينطبق فقط على الأمور التي لا تتعلق بسلامتهم والتي لا تعلمهم سلوكيات خاطئة. فإذا وجدت ابنك يعاند في أمر غير هام، فاتركيه له وأريحي نفسك، فسوف تحتاجين للمجهود الحقيقي في أمور أكثر أهمية.
<!--اكتشفي ما الذي يستفز سلوك ابنك: لكل طفل أمور تستفزه وتحركه للغضب، ربما كان متعب أو جائع أو مجهد.. إلخ. اكتشفي ما الذي يضايق ابنك ويجعله يغضب ويدخل في نوبات بكاء وحاولي أن تتجنبي ما يضايقيه وتوفري له الراحة والحنان والأمان. في بعض الأحيان كل ما يحتاجه الطفل هو حضن من ماما. حاولي أن تشتتيي ابنك عما يضايقه وتنسيه إياه.. واعملي أن الطفل ينسى بسرعة.
<!--التجاهل: يبحث الأطفال -حتى في السن الصغير- عما يمكن أن يستفزك ويحركك حتى يساومونك بها. في هذه الحال، أفضل طريقة هو التجاهل. تجاهلي تماما محاولات ابنك لاستفزازك. ابتعدي وانشغلي بشىء آخر. سوف يدرك ابنك بعدها أن محاولاته لا تنفع وسوف يتوقف بعد أن يمل المحاولة.
<!--كوني عند كلمتك: إذا قلت "لا" فكوني عند كلمتك ونفذيها. إذا هددت بالعقاب، فنفذيه. يجب أن يعرف ابنك أنك "قد كلمتك"، فلا تستخدمي تهديدات لا يمكنك تنفيذها حقا.
<!--تجنبي المواجهات أمام الآخرين: حافظي على كرامة ابنك. نعم، فللطفل كرامة مثله مثل الكبار، وضروري جدا أن تحافظي على كرامة ابنك أمام الغرباء أو أفراد العائلة. ليكن الكلام والعتاب والخلاف بينك وبينه فقط. خذيه على جنب وكلميه بهدوء وأجلي أي مشاجرة لوقت آخر.
<!--ارشدي ابنك: طفلك لا يزال صغيرا، فهو يحتاج أن يتعلم ويعرف.. يحتاج إليك لترشديه وتدليه وتدعميه. ربما يشعر بالإحباط إذا لم يستطع حل لعبة الألغاز أو أنه يحتاج إلى شخص ليلعب معه، ربما يستصعب التلوين ويتعدى الخطوطا.. ساعديه. ابحثي عما يحبطه وعالجيه.
<!--امدحي التصرف الحسن: عرفي ابنك أنك فخوره به واظهري له تقديرك وسعادتك بتصرفاته الحسنة. سوف يشجعه هذا على الحفاظ على تلك التصرفات وتكرارها.
<!--العقاب بالجلوس على الكرسي لوقت معين: هذا العقاب له مفعول السحر مع ابنتي. المهم ألا تستخدميه مع ابنك كثيرا. بالنسبة لي، استخدمت هذا العقاب مرتين أو ثلاثة فقط حتى الآن، وكان عقابا على تصرف "مرفوض تماما". اعترف أنني أهدد بهذا العقاب من آن لآخر، ولكن عادة ما تسمع ابنتي الكلام بمجرد أن أهدد. كما يبدو لي فإن العقاب بالجلوس على الكرسي لمدة معينة فعال حتى الآن.
كوني صبورة: طال الوقت أم قصر، سوف يتخلص ابنك من الصراخ ونوبات البكاء في يوم ما. فقط كوني صبورة وهادئة وتذكري أنه لا يزال صغيرا. في بعض الأحيان، عندما تقودني ابنتي للجنون، اغمض عيني واتذكر كم كانت صغيرة الحجم جدا منذ سنوات قليلة وكيف كبرت بسرعة وأنني سوف افتقد تلك الأيام يوما ما
ساحة النقاش