" لا ينال العلا من كان طبعه الغضب "

حقيقة لا يمكن انكارها اوالتغاضى عنها خاصة وان كنت من هؤلاء ممن يبحثون عن الطموح والوصول للاهداف، فالغضب لا يفرز إلا الضغينة والحقد، وهو نار تحرق العقل وتصيبه بأمراض لا حصر لها.

ويتفق معظم خبراء النفس على أن الغضب ضرورة لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي، ولكن عندما يصبح الفرد سهل الاستثارة يغضب لأتفه الأسباب وتزداد حدة انفعالاته لفترات طويلة فانه سوف يعانى من أعراض التوتر المستمر والقلق المزمن وضعف التركيز والإعياء الذهني و البدني وفقد الرغبة فى الاستمتاع بالحياة، مع بعض الأعراض الاكتئابيه .

 ويتصدر الغضب وسرعة الانفعال قائمة العوامل المسببة للاضطرابات النفسية والتشوش الذهني وإهدار طاقات الناس النفسية والبدنية، وهو أيضاً من أهم أسباب اختلال التوافق واللياقة النفسية والاجتماعية.

ولكى تصل للاتزان الانفعالى وخاصة عند الغضب عليك ان تعى مفهومه ...

فالاتزان الانفعالي هو حالة من حالات الثقة بالنفس فالشخص المتزن انفعالياً هو شخصية رزينة ، هادئة التفكير، غير مندفعة، فيما تصدره من أحكام وغير متهورة فيما تقبل عليه من تصرفات، والشخصية المتزنة انفعالياً شخصية تحكم نفسها وتمسك بمقاليد تصرفاتها، ولا تتورط في تصرف متهو ، وثمة جانب أخر من جوانب الثقة بالنفس هو التعاون مع الآخرين من الشخصيات الواثقة في نفسها ،أما الشخصيات المهزوزة فتحجم عن التعاون خوفا من أن تتهم بأنها ضعيفة ، وبأن الآخرين يسيطرون عليها ، ويمسكون بقيادها ويحددون خطواتها.

والآن..ما هو الحل؟

 الوقاية ..كيف؟

لكي تقي نفسك وطفلك من الغضب عليك بالابتعاد عن كل ما هو معقد، فمثلا: ينبغي ان العاب الطفل مدروسة ، بحيث تتناسب مع مرحلة النمو فتكون بسيطة التركيب، وقليلة التعرض للعطل ؛ لئلا تكون سببا في هياج الطفل وغضبه اذا ماتعطلت، وينبغي ان نبين للطفل كيف يمكن أن يفكر في سبب التعطل، وكيفية الإصلاح ليقلع عن عادة الغضب كلما حدثت له مشكله.

 العلاج بالكظم

نوع من المقاومة التى ينصح بها الخبراء، وهى مقاومة داخلية لتخفيف حدة الانفعال عند الغضب وتهدئته وتعويد النفس على امتصاص الغضب وامساك النفس على مافيها من الغيظ.

العلاج المعرفي

هو تعويد النفس على الاستجابة والخضوع لحق، واقناعها بالعقل والمنطق والتفكير بايجابية مطلقة ومعرفة تلك المخاطر التى قد تنتج عن هذا الغضب.

العلاج السلوكي 

<!--[if !supportLists]-->·  تغيير الهيئة : والمقصصود به هو تغيير وضع الجلوس عند الغضب فمثلا يمكنك الوقوف اذا كنت جالسا او الجلوس اذا كنت واقفا او السير والانشغال باى شئ اخر مثل القراءة مشاهدة أى فيلم كوميدى.

<!--[if !supportLists]-->·   غسل الوجه بالماء يقيك من الغضب والإثارة.

<!--[if !supportLists]-->·   السكوت وعدم الاسترسال فى الحديث، خاصة وان الغضب يشد الانسان للكلام والتعدى بالالفاظ.

سلامة العقل من سلامة القلب

(صوم القلب خير من صيام اللسان، وصيام اللسان خير من صيام البطن)

نعم..فالقلب هو مركز جسم الانسان الذى بغيره لا يحيا الانسان فهو مركز الروح المعنوية داخله، فاذا صلح القلب وسلمت النية صلح العمل، ولكى تكون انسانا مخلصا عليك ان تطهر مواطن الاخلاص لديك واولها هو القلب.

فالإخلاص هو تطهير القلب باتباع القدوة الحسنة، فغير صحيح ان تبحث شخصية ترغب فى الوصول الى الاتزان عن قدوة حسنة فى شخص لا يمكن ان يكون اهلا للثقة وغير جدير بان يتبع فى نهجه، فمثلا من الصعب ان تكون قدوة الفرد فى مطرب او مطربة او كما نرى فى تلك الايام هؤلاء الشباب اللذين يجلسون ليلا نهارا للبحث عن تذاكر لحفلات المطربين والمطربات وتتركز كل اهتماماته فى معرفة اخبارهم وتعليق صورهم على الحائط شابا متزنا، نعم فقد نرى ان البعض يبدو خفيف الظل ولكنه ايضا يكون خفيف العقل فاتباع القدوة يقتضى ان نبحث عن الشخصية التى نجحت نجاحا باهرا وفى نفس الوقت كانت قليلة الاخطاء، لانها فى النهاية نفس بشرية قابله للخطأ والصواب وليس هناك شخصا كاملا.

وهنا يأتي دور الإنسان ذاته في إخلاص النية لتطهير القلب شيئاً فشيئاً على طرد خواطر السوء واستبدالها بالخواطر الإنسانية والإيمانية الطيبة، ومع المزيد من العبادة والذكر وإصلاح القلب يتأكد الإنسان عملياً أنه لا طريق سوى طريق الله ، وأن سلوكه هو الملاذ الوحيد لتخليص الإنسان من آلامه ومعاناته المادية والمعنوية.

كيف تتماسك من الاوقات الحرجة؟

كل إنسان معرض ان يمر بموقف حرج يحتاج فيه للتروى حتى يمر بتلك المواقف الحرجة، فالنفس البشرية أمام أحداث المحن ما تزال ضعيفة وتعاني من فقر التدبير واستبعاد كسب الجولات التي غالباً ما يفوز بها التافهون في الحياة الذين تتهدم في نفوسهم مرتكزات الأخلاق، فقد أصبح الجو مشحونا بالتوتر النفسى الذى يدفع بالانسان الى الانفعالات بل والصراعات الداخليه، ان أصعب ما فى تلك اللحظات هى انها تاتى على حين عفلة، يكون المرء عادة فى حالة طبيعية وغير متوقع ان يوضع فجاة فى موقف لا يحسد عليه كما يقول البعض منا، وخاصة لتلك الشخصيات الضعيفة التى لا تجد مخرجا للخروج من تلك المواقف والازمات.

ويذكرنا التاريخ فى صفحاته عن شخصيات ناضلت حتى النهاية وكانت شديدة البأس وقوية فى الخروج من ازماتها ومحناتها ومن أمثال هؤلاء الشخصيات شخصية الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) وكيف كانت متماسكة حتى نهاية اخر لحظة من حياته ويكفي أن يتخيل المرء الموقف الحرج الذي وضع فيه الإمام الحسين (عليه السلام) أنه بقي وحده في ميدان المعركة أمام ما لا يقل عن ثلاثين ألف مقاتل كافر في جيش والي العراق عبد الله بن زياد المعين من قبل رمز الكفر والظلم يزيد بن معاوية.

اذن، كل ما عليك فعله لكى تتماسك هو ايصال نفسك الى الثبات عند الازمات والوقوف بشجاعة فى مواجهتها وان تضع امام عنينك دائما انك لست اول من يوضع فى محنة او اخرهم، ودع الامور تسير فالحياة تعاون وتفاهم ولا يتحقق مثل هذا التعاون والتفاهم بصوره الفاضلة إلا بالحفاظ على الشخضية العادلة المتماسكة التي تتأثر مشاعرها طبيعياً حين تمر بالمواقف الحرجة أو حين تفرض عليها تلك المواقف والمهم أن يشعر الإنسان أنه لا يكون عظيماً إلا حين يعرف قدره الشخصي وقدر الآخرين أيضا.

وتذكر الامام الشافعى حين قال

دع الأيام تفعـل مـا تشـاءوطب نفساً إذا حكم  القضاء

ولا تجزع لحادثـه الليالـي فما لحوادث الدنيا بقـاء

وكن رجلاً عن الأهوال جلداً وشيمتك السماحة والوفـاء

وإن كثرت عيوبك في البرايا وسرك أن يكـون لهـا غطـاء

تستر بالسخاء فكـل  عيـبٍ يغطيه كمـا قيـل السخـاء

ولا ترى للأعادي قـط  ذلا ًفإن شماتـة الأعـدا  بـلاء.

المصدر: إعداد إيناس عقاب
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1550 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2015 بواسطة zatak

ساحة النقاش

TAHAR18

شكر على هذه المعار ف القيمة في مجال التنمية البشرية و لكل مؤسس هذه البوابة التي تقدم أفضل و أجمل التعاريف و الشرح الوافي.

"ذاتك" للتنمية البشرية

zatak
بوابة ذاتك هي إحدى بوابات التنمية المجتمعية "كنانة أونلاين"، وهي تهتم بنشر المعارف في مجال التنمية البشرية من أجل خلق أجيال جديدة قادرة على تحديد أهدافها وبناء مستقبلها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,892,175