تعريف الانفعال

هو حالة وجدانية عنيفة تصحبها اضطرابات نفسية وحركية تختلف من شخص لاخر، والانفعال هو حالة من الاهتياج العام في شعور الفرد وجسمه وسلوكه.

والعاطفة والانفعال يختلفان اختلافا تاما برغم ان كلا منهما شعور يرواد الفرد ولكن، الفرق يتضح فى كون العاطفة استعداد ثابت نسبيا ومركب من عدة انفعالات تدور حول موضوع معين اما الانفعال فهو حالة عابرة طارئة وليست استعدادا وعلى هذا فالحب والكره من العواطف التي ينتج عنهما انفعال لكن ليست هي عينها انفعال.

والانفعال قد يكون منشط كالفرح والغضب ومنه ماهو مثبط كالحزن والاكتئاب، وتتباين حدة الانفعال بين الاشخاص حسب استجابة كلا منهما لتلك المؤثرات المسببة للانفعال.

لماذا تنفعل؟

يؤكد خبراء الطب النفسى، أن الانفعال ليس هو فقط الشعور بالغضب والعصبية تجاه شئ ما فمفهومه أوسع وأشمل من ذلك، فاى شعور داخل الانسان هو انفعال نتيجة لمؤثر ما وقد يكون شعورا بالفرح او شعورا بالحزن او شعورا بالغيظ من شئ ما او شعورا بالقلق والاضطراب والخوف، وكل تلك ما هى الا انفعالات تختلف من شخص لاخر فالغضب , والحقد , والإحباط , و الكآبة , والرعب , والقلق انفعالات مذمومة وهناك انفعالات الفرح والنشوة والانتصار وهى بالطبع انفعالات غير مذمومة.

ويشير الخبراء الى ان الانفعال قد يكون لاسباب تستدعى ذلك، وقد يكون لاسباب تافه جدا وفى هذه الحالة يقرون على أن الانفعال يأتى نتيجة لبعض التراكمات التى تزايدت على الفرد فى فترة قصيرة ادت به الى الانفعال لامر مر بأصعب منه.

ان التحكم في انفعال الغضب والسيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية لكي ينجح الإنسان في حياته ويستطيع أن يتوافق مع نماذج البشر على اختلاف طباعها وأخلاقها، وأيضاً لكي يتجنب ما يسببه الغضب من اضطرابات نفسية وعضوية متعددة، ويتفادى كثرة التصادم والاحتكاك والذي يحصد بسببه خصومات وعداوات كثيرة .

 أسباب الانفعال وأنواعه

من الصعب تحديد اسباب الانفعال لكونها عديدة، فكل انفعال له اسبابه فانفعال الفرح والسرور له اسبابه والغضب له اسبابه والخوف والقلق لهما اسبابهما، ولكى نبحر معا فى كيفية الوصول للثبات والاتزان الانفعالى علينا ان تنتاول البعض منها واسبابها وكيفية الوصول نقطة الاتزان فيها.

إن الوظيفة الأساسية للانفعالات هي رفع الاستجابة التي تعتبر مناسبة وفعالة في مواجهة ما يتعرض له الانسان والانفعالات دوماً تكون مترافقة مع أحاسيس خاصة بها، وهناك انفعالات إخبارية مثل الدهشة والتعجب والترقب والضحك، وهناك انفعالات مثل الحب والحنان والصداقة، والزهور، الغيرة، الحسد، والكراهية....., وكل هذه الانفعالات ترافقها أحاسيس معينة خاصة بكل منها.

وتشير الدراسات الى ان الاحاسيس لا تنتج عن واردات اجهزة الحواس، فهي تنتج بعد حدوث تفاعلات وعمليات في المخ، ويمكن احداث تلك الانفعالات باستخدام تأثيرات كيميائية وفسيولوجية.

اما فيما يخص انفعالات الضحك والاندهاش فتعتمد آلية حدوثها على عمل المخ ويكون تأثير مستقبلات الحواس غير أساسي .

والأحاسيس الناتجة عن انفعال الحب تحدث بمشاركة تأثيرات دماغية مع تأثيرات انفعالية مع تأثيرات المستقبلات الحسية.

وهناك الأحاسيس الناتجة عن انفعالات النصر أو الفوز والنجاح , أو الهزيمة والفشل, وغيرها وهي تشبه في بعض النواحي انفعال الضحك بأنها تعتمد بشكل أساسي على معالجة ما هو مخزن في الذاكرة.

النفس والانفعال

من منا لم يهاجمه الانفعال ويجعل ساعاته او ربما ايامه صعبة ومؤرقة، ومن منا لم يشعر بحالة ارتباك وذهول لسماع اخبار سيئة مثل وفاة عزيز او صديق، مما لاشك فيه ان حياة اي منا نحن البشر تقوم على العلاقة الحميمة بين النفس اولا وما ترتبط بها من انفعالات لا حصر لها، منها الشخصية وانماطها ومتغيرات انفعالاتها، الجسد وانعكاساته، الدوافع وتشعباتها، الانفعالات وامتداداتها، اللغة وقوة ادراكها او ضعفها، قدرتنا على المواجهة والتفاعل والتعامل مع المواقف الحياتية المتنوعة.

و تعتبر النفس العامل الاساسى وراء التحكم فى انفعالتنا، فالانفعال استجابة شاملة للكائن الحي ازاء مواقف بيئية مثيرة تدعو لتفاعل الكائن معها، وقد يكون هذا التفاعل مضرا ومدمرا يأخذ صورة الهرب او القتال او الخوف في حالة الغضب، او قد لا يكون كذلك ويكون نقمة على صاحبه فى حال كبته لهذه الانفعالات.

ويختلف الانسان عن غيره من الكائنات فى التعبير عن انفعالاته لكونه يستجيب للمواقف المثيرة بمجرد الانفعال ولكنه يدخل عنصر التفكير وتقييم الموقف والواقع الفعلي وما سينتج عنه،هذه الابعاد تلعب الدور الاهم والمؤثر في الاستجابة الانفعالية المباشرة للمواقف بقصد الحفاظ على امن وسلامة النفس في الموقف الراهن وفي الآمد الطويل رغم اننا نتفاوت فيما بيننا في قوة التحمل ونوع الاستجابة وادراك الموقف الكلي او الجزئي، وما سيؤول اليه الآمر،ولكن سؤالنا ما هو الفاصل الزمني في استلام الانفعال وتأثير الاستجابة؟

 ولذا فالشخص قلما يشكو من الناحية النفسية سوى التوتر ولكن الانفعال يعد مؤشرا للخطر ويتخذ اي عضو في الجسم كوسيلة للتعبير.

إن التحول من المرح والسعادة إلى الغضب أو الحزن أو الخوف، أو التحول من المزاج الجيد إلى المزاج السيئ يمكن أن يحدث بسرعة ولكن العكس صعب الحدوث، فمن الصعب ان تحول شخص من المزاج السيئ الى المزاج الجيد بسهولة مثال على ذلك لو فقدت شخص عززي عليك فى يمكنك مهما حاول كل من حولك فى تحويل حالتك الزاجية من الحزن والضيق لفقدان هذا الشئ الى حالة الفرح، ولكن نستطيع جعل إنسان في قمة السعادة يتحول إلى الغضب أو الخوف أو الحزن بوضعه في ما يوجب ذلك.

أحاسيس الانفعالات لا تحدث بسهولة، فيجب حدوث الانفعال المطلوب أولاً لكي يحدث الإحساس المصاحب للانفعال  ولإحداث الانفعال يجب التحضير والتمهيد له جسمياً ونفسياً وعصبياً.

كيف تسيطر على انفعالاتك؟

يقول علماء النفس ان التحكم الزائد في الانفعالات وكبت الغضب وعدم التعبير اللفظي والحركي عن الصراعات الداخلية يؤدي الى جهد على الجهاز العصبي مما يؤثر على إفراز بعض الهرمونات مثل الادرنالين والرينين والتي تؤدي بدورها الى ازدياد ضغط الدم وتظهر الاعراض بشكل واضح جدا لدى ذوي الشخصيات الوسواسية الذين يميلون للاتقان والنظام مما يجعل تكيفهم مع المجتمع صعباً ومجهداً.

ولكى تتمكن من السيطرة على تلك الانفعالات عليك باتباع هذه النقاط

<!--البعد عن مواطن الانفعال و الأشخاص الذين يثيرون الانفعال .

<!--أخذ الأمور ببساطة و العمل على التأويل الحسن " إلتمس لأخيك عذراً " فقد ثبت أن الانفعال سببه هو

<!--التأويل " التفسير " السيئ .

<!--إشغل نفسك عن موطن "موضوع " الانفعال أي لا تفكر فيه .

<!--اعطاء استجابات مضادة للانفعال أي أعطي رد عكس الانفعال .

<!--الاسترخاء :- فوجد الآن علاج كامل للاسترخاء وذلك بسبب أن في الانفعال كالعصبية تكون الاعصاب مشدودة فبالاسترخاء تتغلب على الانفعال و تتغير حالتك الانفعالية من العصبية إلى الهدوء .

الشخصية المتزنة

تباينت الاراء عن هذه الشخصية خاصة وان كلا منا يرى الاتزان من وجهة نظره، وظلت هذه المسألة دون حسم قاطع الى ان توصل علماء النفس الى متقاربات في الرؤية، وتم وضع تعريف لهذه الشخصية ولصاحبها، بأنه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصية بصورة متكاملة، وبأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق اهداف الحياة له .

ويتفق بعض الاراء على أن الشخصية المتونة –الطبيعية- هي تلك الشخصية التي يتمتع صاحبها برزانة العقل وبأنه سعيد ويتمتع بنشاط بين افراد المجتمع وله القدرة على استغلال كامل قابلياته وقدراته النفسية ويتكيف بشكل متوازن مع البيئة التي يعيش فيها، لذا اطلق عليه بأنه الشخص السعيد الذي يبذل ما بوسعه من اجل سعادة اسرته واصدقاءه ومجتمعه ويعيش بوفاق تام مع جيرانه .

وبالتالى فان نمط الشخصية المتزنة هو النمط الذى يستطيع ان تتوافق كل اتجاهاته وميوله وقدراته مع النسبة الاكبر من الناس، وبالتالى فانها تمثل الحد الادنى من سمات الشخصية الانفعالية، وصاحب هذه الشخصية بأمكانه كبت انفعالاته او تأجيلها واحيانا اخرى يستطيع التحكم بها، لكي يتعامل مع الحدث او الازمات اليومية بتعقل واضح، فضلا عن انه يتفاعل مع شتى المواقف الحياتية التي تتلائم ومزاجه وتفكيره بشكل غير عنيف وغير سريع وبهدوء وهو شخصا نادرا ما يراه الاخرون متعصب او غاضب، وما يميز الشخصية المتزنة ايضا هو سيادة العقل مع الحياة العاطفية الناجحة في حياته الخاصة ومع الناس الاخرين.

المصدر: إعداد إيناس عقاب
  • Currently 4/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 7709 مشاهدة
نشرت فى 3 سبتمبر 2015 بواسطة zatak

ساحة النقاش

"ذاتك" للتنمية البشرية

zatak
بوابة ذاتك هي إحدى بوابات التنمية المجتمعية "كنانة أونلاين"، وهي تهتم بنشر المعارف في مجال التنمية البشرية من أجل خلق أجيال جديدة قادرة على تحديد أهدافها وبناء مستقبلها. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,876,395