مجال العمل على الإنترنت من أكثر المجالات التي تشهد إقبالاً على مستوى العالم؛ نظرًا للأزمة الاقتصادية التي صعّبت الحصول على وظيفة جديدة، ناهيك عن الاحتفاظ بالوظيفة من الأساس. وفي هذا المقال سنساعدك في فهم مبادئ العمل الحر أو ما يسمى بالـ (freelancing) عبر الإنترنت، وكيف يمكنك الاشتراك في مواقع التوظيف المختلفة التي تتيح العمل بهذه الطريقة.
قصة مريم.. قصة كل (freelancer) ناجح
للتسهيل سنقوم بحكاية قصة فتاة تدعى مريم، تلك الفتاة المصرية التي تقضي معظم وقتها في البيت على الإنترنت، وتعرف الكثير عن تطبيقات الأوفيس من خلال اشتراكها في بعض الأنشطة الجامعية، كما تتعامل بسهولة وكفاءة مع البريد الإلكتروني ومحركات البحث.
وعلى الجانب الآخر من العالم، يعيش رجل الأعمال الأمريكي مارتن والذي يمتلك شركة كبيرة لبيع منتج ما، ونظرًا لانشغاله الشديد فهو يحتاج لمن ينظم له طلبات العملاء التي تصله عبر البريد الإلكتروني ويضعها في ملف (Excel). وهو لا يستطيع أن يوظف أحدًا من الولايات المتحدة؛ نظرًا لأن ميزانية هذا المشروع الصغير محدودة حوالي (20 دولارًا).
وقد عثر مارتن علي موقع من مواقع العمل الحر على الإنترنت مثل www.lancerscafe.com ، وقرر أن يجرب إرسال طلبه أو مشروعه الصغير ليُعرض على الموقع. وذكر في تفاصيل المشروع ميزانية المشروع ومتطلباته مثل: معرفة كيفية استخدام الإيكسيل والإيميل، وموعد التسليم الذي يريده.
وفي نفس الوقت، عثرت مريم أيضًا على www.lancerscafe.com وبدأت في البحث عن مشاريع تستطيع القيام بها باستخدام مهاراتها المتواضعة، ووجدت مشروع مارتن وقالت في نفسها: "قص ولصق فقط بعشرين دولارًا (أي حوالي 150 جنيهًا مصريًا) ؟! يا للسهولة!"، فقدمت مريم لمارتن عرضًا لإنجاز هذا المشروع في الوقت الذي يريده بـ10 دولارات فقط.
تلقى مارتن الكثير من العروض من أشخاص يختلفون في الخبرة والأسعار وآراء العملاء السابقين وقرر أن يختار مريم، وفور اختياره لها أودع مارتن المبلغ المحدد للمهمة لدى إدارة الموقع التي أبلغت مريم بالاختيار وأن حقها محفوظ في حالة إتمامها للمشروع كما اتفقت عليه مع مارتن.
بذلت مريم قصارى جهدها، وكان مارتن مسرورًا من النتائج، فهو لم يصدق أن يُنجز المشروع في هذه الفترة القصيرة وبهذا الإتقان. وبعد أن أنهت مريم المهمة أخبر مارتن إدارة الموقع بموافقته على ما أنجزته، وكتب عنها في صفحتها على الموقع تقريرًا رائعًا، بل ومنحها علاوة تقديرًا لتفانيها في العمل.
وبمجرد قبول مارتن للعمل قام الموقع أوتوماتيكيًا بإرسال المال لمريم التي سعدت جدًا بالنتيجة، وكتبت على صفحة مارتن على الموقع تقريرًا رائعًا بالمثل.. ومع قيام مريم بالتقديم والفوز وإنجاز المزيد من المشروعات، تجمّع المال في حسابها على الموقع حتى وصل حدًا معينًا قامت بعده بتحويله لحسابها في البنك. وكلما زادت مشاريعها حصلت على تقريرات أفضل وفرص أفضل بمكاسب أعلى، بل ودفعها ذلك لتعلم مهارات جديدة تفتح لها أسواقًا أوسع.
هذه هي قصة النجاح المعتادة في مجال العمل الحر عن طريق الإنترنت، وكما تلاحظ فهي تعتمد على الجدية والاجتهاد، وليست مكسبًا سريعًا سهلاً كما يدّعي البعض من الذين يبيعون وهمًا اسمه "اربح من الإنترنت دون مجهود".
ساحة النقاش