"برافو عليك" من منا لا يتذكر أول مرة قال والده له تلك الكلمة الساحرة وهناك من يتذكر الكلمة بكل تفاصيل الموقف وتفاصيل كل حوار تم بينه وبين والده. من هنا تأتي أهمية الحوار بين الآباء والأبناء. والحوار مهم دائما ولكن أهم وأول حوار يظهر في حياة الأبناء في سن مبكرة ما بين 5 و9 سنوات. هذا السن هو بداية ظهور نبوغ وموهبة وتكوين وعي وإدراك الأطفال خاصة وأنه سن دخول المدرسة أي بداية تعامل الطفل مع العالم الخارجي وتكوين صداقات وعلاقات اجتماعية جديدة. إذن لابد من التعرف على المواضيع التي تمكن أبنائنا من التعامل مع هده الدنيا الجديدة وتلك بعضا منها:-
هل تخيلت أن حوارك مع طفلك عن رياضة يحبها "كرة قدم - سلة - ركوب خيل" يبني عنده روح رياضية ويمنحه مبدأ المنافسة الشريفة. استمر معه في متابعة تلك الرياضة واجلب له معلومات عنها وشجعه علي ممارستها وشاركه الممارسة.
ماذا عن حوارك مع طفلك عن أصحابه وأصدقائه وكيفية تكوين الصداقات. مهد وسائل وطرق اختيار الأصدقاء والتفرقة بين الجيد منهم والسئ وهنا أهمية أخرى للحوار مع طفلك.
وهناك حوار أظن معظمنا يغفل عنه أو يعتقد بأن أطفاله لن يفيدوه أو بمعني آخر"لا يزال طفلًا ولن يفهم" هو حوارك مع أبنائك عن البيت ومشاكله واختلاف الآراء بداخله في أية مواضيع اجتماعية كانت أو مادية لا تغفل عن رأي طفلك فقد يأتيك طفلك بالحل وفي نفس الوقت تكون قد بنيت لديه ثقة في نفسه وعلمته تحمل المسئولية وإدراكه مدى معاناتك في الحصول على دخل الأسرة. ولكن لا تنس أننا نجري هذا الحوار بمعاني وكلمات وتفاصيل بسيطة يدركها عقله الصغير.
كذلك حاول فتح حوار مع طفلك عن رأيه في فيلم شاهدتماه معا أو مسلسل أو برنامج وأنصت له جيدا وشجعه علي إبداء رأيه بحرية وثقة واسأله عن رأيه هل كان الحل صوابًا أم خطأ؟ هل هناك حلول أخرى للمشكلة الموجودة في الفيلم أو البرنامج؟
لا يمكن أن نغفل عن الحوار الدائم والمتجدد بشأن التكنولوجيا وتقدم وسائلها وأحدث البرامج وأجدد الاختراعات. أشعر طفلك بأنك متابع لكل ما هو جديد وحديث في عالم التكنولوجيا حتي لا تفقد حلقة الوصل والتواصل معه واعلم أنك طالما بقيت متابعًا مع أطفالك لعالمهم فرحوا جدا بك ومعك.
ليس المطلوب دائما أن نتحدث في مواضيع هامة أو ذات طابع جدي بالعكس قد تبني وتبدأ حوارًا شيقا بمجرد سؤالك "هاه! عملت إيه النهارده؟". فهنا أنت تفتح بابا لحوار مسترسل بينك وبين ابنك أو ابنتك. اسمح له بالحوار دون تقييم أو تعقيب مزعج. لابد أن يشعر أن أباه هو صديقه الأول والأقرب، فيتخذ والده قدوته ومثله الأعلى. وهذا المطلوب.
اسأل ابنك: "ماذا تريد ان تصبح حين تكبر؟". هذا الموضوع على الرغم من سهولته يكون ناجحا جدا حين تترك ابناءك يجيبوا عليه بمنتهي الصراحة والعفوية. حتي وإن كانت الإجابة مفاجئة أو صادمة لك أو لأمه، أكمل الحوار معهم وناقشهم في أسباب اختيارهم له وأعد عليهم السؤال كل فترة وتابع هل تغير أم لا. لابد من الحفاظ علي الحوار بصيغة الأصدقاء وليس الأوامر فبها نبقي دائما مكسبا لابنائنا وهم مكسب لنا.
وحين يأتي الحوار عن الدين ازرع بداخل ابناءك وازعًا دينيًا بمفهوم بسيط على قدر فهمهم بدون فلسفة أو تركيبات معقدة. فقط اجعل لديهم محكمة صغيرة تمثل لهم ضميرا يحاسبهم عند الخطأ ويشجعهم عند الصواب.
ولا تخجل من الحوار عن التغيرات الجسدية سواء كان السائل ابنك أو ابنتك فأنت قدوتهم ومصدر معلوماتهم الأول. اشرح لهم أن التغير سنه الحياة وقد مر به من قبلهم والدهم ووالدتهم مع لمحة من خفة الظل أو المرح حيث يشعر بأنه يأخذ المعلومة في قطعة حلوى.. وكلما تطورت عقول أبنائك وسع لهم مداركهم واشرح لهم أكثر.
ابق علي تواصل دائما معهم ليصبح ابناؤنا أفضل منا، مثلما حاول آباءنا أن يبقوا متواصلين معنا. أبناؤنا سيكونون أفضل طالما دام وتواصل الحوار بيننا.
ساحة النقاش