لم يأت هذا الحديث الحيوي من فراغ، بل اتى من استشعار لأهميته وللحاجة إليه من قبل الأفراد والجماعات، ليس فقط لطلاب العلم أو المفكرين والمثقفين، بل لكل الناس بعد أن يترسَّموا آدابه وأسسه، ولتكون حواراتنا ناجحة وبناءة، كما أنه يعد أداة مهمة من أدوات الداعية والمفكر الناجح، والشخص الطموح.
إن عدم المعرفة بالحوار وآدابه أوقعت الكثير في بعض المشكلات والإخفاقات وتسبب في خسرانهم الكثير من الأشياء، ومن الخسائر عدم حضور المناسبات واللقاءات العائلية، وإيجاد الخلافات الأسرية وغيرها.
إن هذه المطالب لتدل على الرغبة الأكيدة في التغيير الأمثل لحواراتنا، ولحل خلافاتنا الخاصة والعامة، وكذا توصيل أفكارنا وعقيدتنا بأسلوب هادئ جميل ومحبب إلى القلوب وإلى جميع الناس، وذلك من خلال تطبيق أساسيات الحوار الناجح وآدابه.
ولان الموضوع يحمل من الاهمية ما يضعه على قائمة الموضوعات التى تحتاج منهجية علمية فى طرحه، كان ولابد من الاستناد على أدلة وبراهين وقواعد صحيحة، وعن دراية وبحث للتعريف بأداب الحوار.
خاصة لانه وسيلة ناجحة وفعالة غى التعاون على البر والتقوى، وتصحيح الاخطاء وتدارك النقص، وتقويم المسيرة الشرعية والدعوية، التي لن تصحح إلا إذا اتسعت صدورنا للحوار، وأن فيه ترويضاً للنفس على قبول النقد والمراجعة، ومواجهة الحقيقة، و إقامة الحجة، ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي، والرد على الأباطيل، و تقريب وجهات النظر، وتضييق هُوَّة الخلاف، وإيجاد حلول وسط ترضي الطرفين المتحاورين في زمن كثر فيه التباغض.
وها هى بعض النصائح التى ترشدك للالتزام بأدب الحوار
<!--التزام القول الحسن والمجادلة بالحسنى، وتجنب منهج التحدي والإفحام
<!--التعبير بلغة بسيطة غير ملتبسة ولا غامضة، ومن أحسن الكلام ما يعبر عن حقيقة ما في قلبك دون ستر للحقيقة وبثوب لفظي لطيف.
<!-- الرفق في الكلام
<!-- التأدب في الخطاب
وعلى المحارو ان يحرص على خفض الصوت والحديث بهدوء وعدم استخدام الايذاء اللفظى فى الحديث، فمن المعروف ان ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً ؛ بل إن صاحب الصوت العالي لم يَعْلُ صوته في الغالب إلا لضعف حجته وقلة بضاعته ، فيستر عجزه بالصراخ ويواري ضعفه بالعويل، على العكس لهدوء الصوت فهوعنوان العقل والاتزان، والفكر المنظم والنقد الموضوعي ، والثقة الواثقة .
ساحة النقاش