عندما كنت حامل في العام الماضي، ظل إبني ذو الأربعة أعوام مهووساً بفكرة من أين ياتي الأطفال وكيف يُخلقون، كلما نظر إلى بطني الكبيرة، يسأل العديد من الأسئلة عن هذا الموضوع، أسئلته ذكية ولكنها بالطبع محرجة. كحال كل الأباء واﻷمهات، حين يحاصرهم أبنائهم بعدد هائل من الأسئلة. أسئلة تنم عن فضول وذكاء وبراءة،حيث يبدأون بالأسئلة البسيطة السهلة ثم يصلوا لأكثر الأسئلةِ إحراجاً،مثل:
<!--لماذا السماء زرقاء اللون؟
<!--لماذا جلد هذا الرجل داكن؟"
<!--لماذا ماتت جدتي؟"
<!--كيف دخل (البيبي) بطنك؟"
<!--من أين أتى أخي الصغير؟
<!--لماذا لا يملكون البنات عضواَ مثل الأولاد؟"
تقول هويدا شرباش، طبيبة علم نفس الأطفال وإستشارية للمدارس:
" الأطفال عندهم قوة ملاحظة عالية ولديهم حس فضولي عالي للأسئلة. فهم مفكرون ويسئلون الأسئلة التي تجعل البالغين أيضا يفكرون. فنحن مع كبر العمر ومسئوليات الحياة إستسلمنا لحقائق الحياة ولكن الأطفال يبحثون و يفكرون أعمق منا في تلك الحقائق.
" الأطفال فضوليون تجاه كل شيء حولهم، فعقلهم الصغير يريد أن يستوعب العالم الكبير الذي هم فيه. كلنا نعرف مدى الإحراج الذي تكونين فيه وأنت في السوبرماركت حين يسألك إبنك بصوت عالَ: "ماما ما هذان الشيئان المستديران الشكل اللذان على صدرك؟" طفلك بالطبع لا يقصد إحراجك ولكنه فقط يريد أن يعرف إجابة سؤاله!
تقول هويدا شربش : "الأطفال علماء حقاً ولديهم خيال واسع يفرز أسئلة لا حصر لها بدون أي رقابة. وللأسف معظمها أسئلة محرجة وأسئلة عن الذات الإلهية."
كيف تتعاملين مع تلك الأسئلة؟
فثقافتنا تحث على الخجل خاصة مع البنات الصغار. ونحن نفضل تجاهل تلك الأسئلة أو حتى إختلاق القصص لأطفالنا، مثل أن جدو سافر في رحلة عمل ولكنه في الحقيقة قد توفي من إسبوع.
وتضيف الدكتورة هويدا: "الأطفال أقوياء الملاحظة، ويريدون أن يفهموا الإجابة الحقيقة عند طرحهم الأسئلة ولا يقتنعون بالإجابات السطحية. لذا ينتج عن ذلك، أسئلة لا حصر لها بدون مراعاه لأي ظرف إجتماعي.
والإجابات الدبلوماسية يعتبرها الطفل شكل من أشكال الكذب." من الأفضل أن تجاوبي طفلك عن أسئلته بشكل إلي حد ما أقرب إلى الحقيقة بأبسط شكل ممكن. ودائما شجعي طفلك ليأتي إليكي ويسأل عن ما يدور بذهنه، فبذلك أنت تخلقين قناة للتواصل ستستفيدوا منها حتما في مرحلة المراهقة.
فماذا ستفعلين عندما يسألك طفلك أسئلة على شاكلة "من أين يأتي الأطفال؟" أو أي سؤال أو إستفسار محرج؟
1- قولي الحقيقة.
2- إحترمي سنهم.
فالطفل ذو العامين يحتاج إلى شرح مبسط، "الاطفال يأتون عندما يتزوج الأب والأم ويحبون بعضهم." بينما يحتاج المراهقون أن يعرفوا حقائق عن الحياة بدون أن يتطرقوا إلى مستويات علمية وطبية عالية عن التكاثر.
3- جاوبي على أسئلتهم دائما.
فعندما تطلبين من طفلك أن يكف عن الأسئلة السخيفة، فسيكف عن الأسئلة بشكل عام. وعندما يبلغ سن المراهقة سيلجأ إلى أصدقائه بالأسئلة التي منعتيها عنه. والمشكلة عندئذ ستكون أنك لا تعلمي ما مصدر المعلومات التى حصل عليها ومدى صحتها ودقتها. خلاصة القول، مهدي طريق التواصل بينك وبين طفلك من أول يوم.
4- إفهمي السؤال وجاوبي بالإجابة المعقولة.
فإذا سألك طفلك من أين أتى أخي؟ فقد يكون يقصد كيف خلق أخاه، أو يقصد أين قضى أخاه وقته اليوم. وأعطي لطفلك كم المعلومات التي يريدها لا أكثر.
5- إحذري العواقب.
تذكري دائما أن ما تقولينه لطفلك يكون مثل كرة الثلج الصغيرة التى تكبر في أفكاره ومبادئه ومعتقداته. فإذا إستخدمتي كلمة "كخ أو عيب أو قذر" مثلا وأنت تتحدثين عن أجزاء الجسم الحساسة أو اللحظات الحميمة، فقد تكبر طفلتك معتقده أن جسمها والعلاقة الحميمة شيئان "سيئان". ومثلا إذا إستمريتي في تجاهل سؤال طفلك عن سبب طلاقك، فقد يعتقد أن الطلاق "بسببه" هو
ساحة النقاش